السبت، 15 أكتوبر 2011

الشوكاني .. محمد بن علي)سلطان العلماء وخاتمة الحفاظ


إمام يُشار إليه بالبنان, ورأس يُرحل إليه, قصده طلاب العلم والمعرفة للأخذ عنه من اليمن والهند وغيرهما, حتى طار صيته في جميع البلاد,
وانتفع بعلمه كثير من الناس, مفتي الأئمة, شيخ الإسلام, علامة الزمان, ترجمان الحديث والقرآن, قاضي قضاة أهل السنة والجماعة, مفسر محدث, فقيه أصولي مؤرخ, أديب نحوي منطقي, متكلم حكيم, صاحب التصانيف المختلفة, والآثار النافعة.‏
إنه أبو علي بدر الدين محمد بن علي بن محمد بن عبد الله بن الحسن, انتسب إلى (هجرة شوكان), وهذه الهجرة معمورة بأهل الفضل والصلاح والدين من قديم الزمان, لا يخلو وجود عالم منهم في كل زمن.‏
ولد رحمه الله يوم الاثنين في الثامن والعشرين من شهر ذي القعدة, سنة ثلاث وسبعين ومائة وألف في هجرة شوكان, ونشأ بصنعاء اليمن, وتربى في بيت العلم والفضل, فنشأ نشأة دينية طاهرة, تلقى فيها معارفه الأولى على والده وأهل العلم والفضل في بلدته, فحفظ القرآن الكريم وجوّده, ثم حفظ كتاب (الأزهار) للإمام (المهدي) في فقه الزيدية, و(مختصر الفرائض) للعُصيفيري, و(الملحة) للحريري, و(الكافية والشافية) لابن الحاجب, كما حفظ الكثير من المتون والمختصرات في فنون متعددة قبل عهد الطلب, وكان كثير الاشتغال بمطالعة كتب التاريخ والأدب, وهو لا يزال مشتغلاً بحفظ القرآن الكريم.‏
وكان والده من العلماء المبرزين في ذلك العصر, كما أن أكثر أهل قريته كانوا كذلك من أهل العلم والفضل, وقد تتلمذ الإمام الشوكاني على أجلة شيوخ اليمن, وكان لا يكتفي بدراسة الكتاب, بل يتتبع شيوخه حتى يستفرغ ما عندهم من مادة, كما فعل ب (شرح الأزهار), حيث قرأه على أربعة من مشايخه, ولم يغادر الشوكاني صنعاء طلباً للعلم, وتصدر الإفتاء وهو في سن العشرين, وجلس إليه التلاميذ ينهلون من بحر لا تكدره الدلاء, فكانت تبلغ دروسه في اليوم والليلة نحو ثلاثين درساً في فنون شتى, وهكذا استطاع (الشوكاني) أن يستفيد من علماء عصره, وما أكثرهم , فأخذ يطلب العلم بجميع فنونه, فكان رحمه الله معطاء, ينفق مما رزقه الله من العلم والفهم, لم يحتجب عن طلبة العلم, ولم يمنعه التأليف عن ذلك.‏
عدد الشوكاني رحمه الله ثلاثة عشر شيخاً درس عليهم, وهم: والده رحمه الله, وعبد الرحمن بن قاسم المداني, وأحمد بن عامر الحدائي, وأحمد بن محمد الحرازي, وإسماعيل بن الحسن بن أحمد, وعبد الله بن إسماعيل الهتمي, والقاسم بن يحيى الخولاني, والحسن بن إسماعيل المغربي, وعبد القادر بن أحمد, وهادي بن إسماعيل القاراني, وعبد الرحمن بن حسن الأكوع, وعلي بن إبراهيم بن علي, ويحيى بن محمد الحوثي.‏
بدأ الشوكاني حياته منقبضاً عن الناس, لا يتصل بأحد منهم, إلا في طلب العلم ونشره, يرسل فتاويه ويصدر أحكامه دون أن يتقاضى عليها أجراً, وكانت حياته بسيطة متقشفة, يعيش على الكفاف الذي وفره له والده, فلما تولى القضاء, وأجزل له الأجر, تنعم في مأكله ومشربه وملبسه ومركبه, وأضفى على تلاميذه وشيوخه مما وسع الله عليه به, ولم تكن الدنيا أكبر همه, ولم يكن يشغله عرضها الزائل عن الهدف الأسمى الذي وضعه لنفسه, وهو نشر دين الله تعالى وإحقاق الحق, وكان (الشوكاني) باراً بشيوخه وتلاميذه, فتح أمامهم أبواب العمل في الدولة, ودافع عنهم, وتشفع لهم عند الأئمة في كل أمر وقعوا فيه, وبالرغم من حدة ذكائه, وجودة ذهنه, وتشدده لآرائه واجتهاداته, لم يكن يحط من قدر علمه ليدخل في مهاترات المتعالمين, وكانت قسوته على الأفكار والآراء, لاعلى الأشخاص; لأنه كان يدرك أنه سبق هذا الجيل بأجيال, فترك ثروته العلمية والفكرية لتتفاعل مع الزمن, يكشف عن وجهها ما تُبديه قرائح العلماء.‏
تفقه الشوكاني في أول حياته على مذهب الإمام (زيد بن علي بن الحسين) وبرع فيه, وفاق أهل زمانه, حتى خلع ربقة التقليد, وتحلى بمنصب الاجتهاد, فألف كتابه (السيل الجرار المتدفق على حدائق الأزهار), فلم يقيد نفسه بمذهب الزيدية, بل صحح ما أداه إليه اجتهاده بالأدلة, وزيف ما لم يقم عليه الدليل, فثار عليه أهل مذهبه من الزيدية, المتعصبون لمذهبهم في الأصول والفروع, فكان يقارعهم بالدليل من الكتاب والسنة, وكلما زادوا ثورة عليه زاد تمسكه بمسلكه, حتى ألف رسالة سماها (القول المفيد في أدلة الاجتهاد والتقليد) ذهب فيه إلى ذم التقليد وتحريمه, فزاد هذا في تعصبهم عليه, حتى رموه بأنه يريد هدم مذهب آل البيت, فقامت بسبب هذا فتنة في (صنعاء) بين خصومه وأنصاره, فرد عليهم بأنه يقف موقفاً واحداً من جميع المذاهب, ولا يخص مذهب الزيدية بتحريم التقليد فيه.‏
وهكذا اختار (الشوكاني) لنفسه مذهباً لا يتقيد فيه برأي معين من آراء العلماء السابقين, بل على حسب ما يؤديه إليه اجتهاده, وهذا ما يلحظه القارئ لكتابه (نيل الأوطار) حيث ينقل آراء ومذاهب علماء الأمصار, وآراء الصحابة والتابعين, وحجة كل واحد منهم, ثم يختم ذلك ببيان رأيه الخاص, مختاراً ما هو راجح فيما يقول, وهو يرى أن الاجتهاد قد يسره الله تعالى للمتأخرين, وأنه أصبح ميسوراً أكثر مما كان في الصدر الأول.‏
يعد الشوكاني من المكثرين, وقد امتازت مؤلفاته بالأسلوب الممتع, المنصاع للحجة والدليل والبرهان, ومنها: (نيل الأوطار شرح منتقى الأخبار), و(التحف في مذاهب السلف), و(الدر النضيد في إخلاص كلمة التوحيد), و(إرشاد الفحول في تحقيق الحق من علم الأصول), و(الدرر البهية), و(فتح القدير الجامع بين فني الرواية والدراية في علم التفسير), و(السيل الجرار المتدفق من حدائق الأزهار), و(البدر الطالع بمحاسن من بعد القرن السابع), و(نيل الأرب), و(الفوائد المجموعة).... وغيرها كثير, حيث نقل أن مؤلفاته بلغت مائة وأربعة عشر تأليفاً, صارت منتجع العلماء, وسار بها الركبان في حياته, وانتفع بها الناس بعد وفاته.‏
توفي الإمام الشوكاني ليلة الأربعاء, لثلاث بقين من شهر جمادى الآخرة, سنة (1250ه/ 1834م), عن ستٍّ وسبعين سنة وسبعة أشهر, وصُلِّي عليه في الجامع الكبير بصنعاء, ودُفن بمقبرة خزيمة المشهورة بصنعاء.‏

الجمعة، 14 أكتوبر 2011

مفتي مصر: الإرهابيون أبالسة البشر.. ومشكلتهم أنهم يعبدون الله كما يريدون وليس كما يريد رب البرية



المدينة المنورة - القاهرة - محمد سيد
أكد د. علي جمعة مفتي مصر وعضو مجمع البحوث الإسلامية بالأزهر أن المسلمين يجب أن يعبدوا الله عز وجل كما يريد وليس كما يريدون، فالإرهابيون ومن يقومون بالتفجير والتخريب مشكلتهم الأساسية أنهم يعبدون الله كما يريدون هم وليس كما يريد رب البرية سبحانه وتعالى، فالإرهابي يرى من حوله كفارًا وهو المؤمن الوحيد وأنه من دوافع إيمانية خاطئة يريد القضاء عليهم وهؤلاء الإرهابيون هم أبالسة البشر فهم يفعلون كما فعل إبليس مع الله عز وجل عندما أمره بالسجود لآدم عليه السلام فامتنع وقال: “أأسجد لما خلقت طينًا”.وأضاف مفتي مصر خلال مشاركته في ملتقى الفكر الإسلامي الذي تنظمه وزارة الأوقاف أن المسلمين يمتلكون مليون ومائتي فرع فقهي هي ميراث الفقه الإسلامي وقد لا يستطيع العالم حفظ هذه

الأربعاء، 12 أكتوبر 2011

أسماء كتب التفسير المطبوعة131 كتب



1-جامع البيان / الطبري
2-مختصر تفسير الطبري /التجيبي
3- تفسير الطبري / تهذيب صلاح الخالدي
4-مختصر تفسير الطبري / الصابوني
5-تفسير القرآن العظيم /ابن كثير
6-مختصر تفسير ابن كثير /آل الشيخ
7-مختصر تفسير ابن كثير/ الرفاعي
8-مختصر تفسير ابن كثير المسمى عمدة التفسير/ أحمد شاكر
9-مختصر تفسير ابن كثير/ الصابوني
10-مختصر تفسير ابن كثير /محمد كريم راجح
11-مختصر تفسير ابن كثير / محمد موسى نصر
12-مختصر تفسير ابن كثير/ المباركفوري
13-فتح القدير تهذيب تفسير ابن كثير / محمد كنعان
14-أيسر التفاسير من ابن كثير / خالد العك
15-تفسير القرآن العظيم/ ابن أبي حاتم

الأربعاء، 10 أغسطس 2011

مقامات الأنبياء عليهم السلام في الأردن + صور مقابر الأنبياء و بعض عباد الله الصالحين

-    1- مقام النبي سليمان عليه السلام : يقع مقامه في قرية صرفا على بعد (35) كم من مدينة الكرك التاريخية (جنوبي الأردن)، ويرجع تاريخ آخر تجديد لهذا المقام إلى العهد العثماني ، والمبنى مربع الشكل طوله وعرضه لا يزيدان على (12) م والجهة الجنوبية منه مقسمة إلى ثلاث غرف ، الوسطى وضع فيها محراب وحولت إلى مصلى

زيارة أضرحة ومشاهد الصالحين


أولياء الله تعالى هم أحبابه وأهل خاصته. يحبهم ويحبونه لأنهم طلبوا ما عند الله والدار الأخرى. ولذلك عرفهم الحق تبارك وتعالى في قوله:
{ألا إن أولياء الله لا خوف عليهم ولا هم يحزنون الذين آمنوا وكانوا يتقون لهم البشرى في الحياة الدنيا وفي الآخرة لا تبديل لكلمات الله ذلك هو الفوز العظيم }
إنهم أولئك الذين يسعى نورهم بين أيديهم وبأيمانهم ولذا تعهدهم الله بحفظه ورعايته:
{إن الله يدافع عن الذين آمنوا}
وفي الحديث القدسي يقول المولى عز وجل: "من عاد لي وليا فقد آذنته بالحرب .." ولذا أيدهم الله تعالى بالكرامة وهي كل أمر خارق للعادة يظهره الله على يد الولي وكرامات الأولياء معجزات للأنبياء لأنها دليل ولايتهم لصدقهم في الاقتداء برسول الله صلى الله عليه وسلم وحسن التأسي به وبأصحابه الكرام

الأحد، 7 أغسطس 2011

المقوقس

المقوقس:

لم تكن كلمه "المقوقس" اسما لرجل، إنما كانت لقبا أو اسما لوظيفة، فهي كلمة يونانية معناها المفخم أو المبجل، كما نقول اليوم: صاحب الجلالة أو السمو، أو عظمة السلطان أو فخامة الرئيس. وقد ظهر هذا اللفظ أول ما ظهر في تاريخنا في رسالة النبي صلى الله عليه وسلم إلى المقوقس عظيم القبط، ثم عاد إلى الظهور مرة أخرى في أحداث فتح مصر.

ونذهب إلى أنه لم يكن مقوقسا واحدا، إنما كان هناك مقوقسان: أولهما الذي تلقى رسالة النبي صلى الله عليه وسلم، وكان اسمه جورج، وكما قال عنه الرواة المسلمون: جريج بن قرقب الرومي، وكان هو الحاكم الرومي من قِبَلِ القسطنطينية، وكانت رسالة النبي صلى الله عليه وسلم إليه تدعوه إلى الإسلام، وبالرغم من أنه لم يسلم لكنه أجاب جوابا جميلا، وبعث إلى النبي صلى الله عليه وسلم ببعض الهدايا.